27 - 09 - 2024

عكس عكاس| صحافة الجملة الناقصة

عكس عكاس| صحافة الجملة الناقصة

( 1 )

مفيش اي طريقة نقدر نقول بيها الجملة كاملة على بعضها، او ناخد لقطة كده من البانورامية ام 360 درجة ونديها للقارئ حتة واحدة وتوصل له زي ما هي ، كاملة مش نص ونص ..

زي بالظبط لما تقول ان جمال خاشقجي صحفي في الواشنطون بوست ..واختفى لما دخل قنصلية بلاده في تركيا ، وماتلاقيش مساحة تقول انه مش صحفي معارض زي مابيتقال ، بل انه مش صحفي أصلاً ولا واشنطون بوست صحيفة بالظبط ..زي المرسوم في خيالنا ..

وانه كان بتاع مخابرات ولغوص في كتير من الأحداث المهمة في المنطقة والعالم ..بل انه لعب في ملف من أوسخ ملفات الاسلام السياسي في تاريخه وكان ضمن الطرف اللي بيدعم للمجاهدين الافغان في حربهم ضد السوفييت، واشتغل في اقذر الأجزاء بتاعة ملف البوسنة ، زي مابيقول الباحث والكاتب الصحفي الصديق :السيد شبلآ  ، واللي بيوثق مشاركة المغدور في تحريضه على تدمير ليبياآ  ودعم الاخوان هناك ، وطبيعي يكون من أشهر اطراف المؤامرة على سوريا من 2011 ويدعم السلفيين والدواعش ، وطبعا مؤيد للعدوان على اليمن واي حاجة ممكن تتخيلها تخدم الاستعمار بمختلف أشكاله وتطوراته في اي ارض عربية من فلسطين لسوريا للعراق للبنان لليبيا ومصر( كان داعم للإخوان وهاجم 30 يونيو)..

من الزاوية دي ماينفعش خالص نقول جمال خاشقجي الصحفي ونسكت ..

نقول بتاع الأجهزة مثلاً ..أو رجل المخابرات ..أو أي صفة تاني نلزقها في اسمه غير انه صحفي ...

( 2 )

نرجع للجملة الكاملة ..

اللي غالبا عمرنا مابنقولها ..مش حرص على وقت المتلقي أكيد ولا عشان نضمن تركيزه ..أبداً ..احنا في اغلب الاوقات عايزينه مستعجل وبنص تركيز علشان نبقى عملنا اللي علينا ..

والقلم بيفضل يكتب في الجملة لغاية مايقف عند حتة بتتحدد حسب موقفنا وموقعنا وطمعنا وعشمنا في تقضية اليومين الجايين على خير

ونرجع نعمل زي ماكانت جرايد التسعينات بتعمل ..تهتف بسقوط الحكومة وتشتم اجعصها رئيس وزرا ..وتشيل كلمة "اسرائيل" من اخبار الوكالات وتحط مكانها (العدو الصهيوني)

وفي نفس الوقت نتحرج نكتب جملة كاملة عن مطربة متلغمطة في عار التطبيع لودانها علشان اغلب صحابنا بيكتبوا لها ..او نفضح فيلم سينما رخيص بيتكلم بلسان الداخلية ويهيل التراب على الثورة وشهداءها علشان سبوبة هنا ولا صديق هناك ..

او ان مهرجان القاهرة يجيب صهيوني قذر ضيف شرف ..ونعمل مش واخدين لبالنا لغاية ما الدعوة تتوزع على الأقل .
-----------------
بقلم: خالد الدخيل